قَد راحَ فصلٌ سَائر مُدبِر .. يُخلِي فلاَةَ الأَرضِ للشِّتاء ..
هَا هُو يمشِي قَادمٌ هنـاكَ مِنْ ركنٍ بعِيد ..
يغْوِي عيونُ الحقلِ قد عدتُ مُزوناً .. أَينَ حضنُ اليَاسمِين ؟
الفجرُ دَانٍ و السَماء تُمطِر ناياتٍ .. نَشِيْد ..!
فِيه النّدى عَزفٌ عَلَى التّربِ وتَقبيلٌ مَجيد ..
آتٍ وأَكفُّ مُشرَعات ها أَنا الجودُ .. فَيا كلُّ رَوابِي الأَرضِ هَلاّ تَكشفِي
صدركِ للغَيثِ .. فإِذا ما عانقَ الماءُ خَريف مِن ثَراكِ .. استَوى طَلعٌ نَضِيد
أَوّاااهُـ يَا تشرينَ .. يا رُوحَ الفُصول .. عُدتَ وأرض الله لهفَى للّقاَء ..
كل المَحاورِ نَاعساتٍ .. والجَنائنُ فِي سُبَاتٍ نَائمات ..
اهْتف ونادِ البِيض مِن سُحب السّماء .. أنْ اجمحِي .. وتناثَرِي ..
وتَكاثرِي فَيْضاً وذوبِي سلسَبِيلا .. واجعلِي البيداءَ ريّا بعد إِذ كانت شَحِيحا ..!
وارسُمي فوقَ شِفاهِـ الزّهرِ حُمر البَسمات .. وتَمادَي يا سَحائبُ لا تخاَفِ
اللّيل ثُورِي .. واستبيحِي جسدَ السّاحاتِ .. أو بل وافْرطِي ..
فَاغتصبِي كلّ الشُرفاتِ النّائِيات ..
قبّلي فيها الزّوايا باقتدارٍ وثَبات .. وافتُني كلَّ الأماكن .. جُلّها .. واختِمي أبدانَها ..
بِـ رحيقٍ صنَّعتهُ الغَيم فِي سَبع سماَواتٍ ..
لِتُهديهِ عروشُ الوردِ فِيْ عرسُ الخمائِل والرّياحينِ النّديات !!
• • •
أَحبَّتي .. وكلّ مَنْ زَارنِي ..
شَارِكونِي مولدَ الشّتاءِ مِنْ تشرينَ حتّى رأس نيسَان ..
ولـ نُمطِر أحرفاً كُلّما أَمطرتِ السّماءُ ماءً ..
ولـ نكسِي بوحَ خواطرُنا سُندساً مِنْ فَيضِ الهُطولْ ..